قصة طالوت و جالوت وما النصر الا من عند الله

0

 قصة طالوت و جالوت

فى يوم من الايام ذهب بنو اسرائيل الى نبيهم يطلبون منه ان يبعث الله لهم ملكا يجتمعون تحت رايته و يحاربون فى سبيل الله لانهم مطلومين و مشردين فى الارض و ذلك حتى يستعيدو مجدهم . فرد عليهم نبيهم و هو يعلم ما بداخلهم : و هل ستقاتلون عندما يأمركم الله بذلك و يكتبه عليك ؟! . قالو بلى و لماذا لا نقاتل فى سبيل الله و قد طردنا من ديارنا و شردنا و ساءت احوالنا ؟!
قال نبيهم : اذا قد اختار لكم الله طالوت ملكا تجتمعون تحت رايته .
قال بنو اسرائيل : كيف يكون طالوت ملكا علينا و هو ليس بغنى و ليس من العائلات التى يخرج منها الملوك اى ابناء يهوذا ؟
رد نبيهم : ان الله قد اختاره وفضله عليكم لعلمه و قوة جسده .
قالوا : و ما هى اية ملكه ؟ اى دليل ملكه
قال نبيهم : سيرجع طالوت اليكم التابوت تحمله الملائكة .
و بالفعل قد وقعت هذة المعجزة بأمر الله و عادت التوراه اليهم يوما و كون طالوت جيشا و جهزه و قد سار الجيش طويلا حتى شعر الجنود بالعطش الشديد فقال الملك طالوت لجنوده : سنقابل بعد قليل نهرا فمن شرب منه فهو ليس منا اى يخرج من الجيش و من لم يذقه و انما قد بل ريقه منه فقط فهو منا و معى فى الجيش . و عندما جاء النهر شرب منه الكثير من الجنود ضعيفى الارادة و خرجوا من جيش طالوت و قد اعد طالوت هذا الاختبار خصيصا لمعرفة من يطيعه و من يعصاه من جنوده و ليعرف ايضا ايهم قوى الارادة و العزيمة و من ينهزم و يستسلم سريعا . و بعدما عبر طالوت النهر لم يتبقى من جيشه سوى ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و لكنهم كانوا من الرجال الاشداء الاقوياء و المخلصين .

كان عدد جيش طالوت قليلا مقارنة بعدد جيش العدو و هو جيش جالوت و قد فكر فى هذا بعض من جيش طالوت و قالوا كيف سنتمكن من هزيمة جيش جالوت و هم اكبر منا عددا و عتادا ؟! فقال المؤمنون من جيش طالوت ان النصر من عند الله و ليس بالعدد و العتاد قثبتوهم بقول الله تعالى : ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ ” . 
وظهر جالوت بدروعه و اسلحته القوية و عتاده و طلب احد يبارزه فخاف منه جنود طالوت جميعا حتى برز من جيش طالوت راعى غنم بسيط و فقير يدعى داوود . و كان داوورد مؤمنا بالله عن صدق و يعلم ان قوة النفس يستمدها المرء من ايمانه بالله و ليس بالعدة و العتاد و يعلم ان الله هو الذى ينصر عبده . و كان طالوت قد وعد بأن من يقتل جالوت يعينه طالوت ملكا على جيشة و يتزوج من ابنتة و لكن داوود كان يريد قتل جالوت لانه طاغية و ظالم لا يتقى الله ولا يؤمن به و لذلك اراد قتله ليس للحصول على الملك او للزواج بابنة طالوت . و هكذا تمت المبارزة بين داوود و كان معه عصاه و خمسة احجار و ومقلاعة الرعاة و جالوت بعدتة و اسلحتة القوية و الدروع فسخر جالوت من داوود لضعف مظهره و ضحك منه و استهون بقوتة فما كان من داوود الا ان وضع حجرا قويا فى مقلاتة و طوح به فأصاب جالوت فقتله و احتدم القتال بين الجيشين و انتصر جيش طالوت باذن الله عز وجل و صار داوود ملكا و نبيا لبنى اسرائيل فجمع الله عليه الملك و النبوة .
الدروس المستفادة من القصه :-
1- القائد الذكى الحكيم يختبر جيشه ليميز بين القوى و الضعيف .
2- النصر من عند الله و ليس بقوة المظهر وانما بقوة الايمان بالله و التوكل على الله و الاستعداد و الاخذ بالاسباب مثلما امرنا الله .
3- قتال الظالمين الطغاة امتثال لاوامر الله دون ظلم او عدوان .
4- الله يؤتى ملكه لمن يشاء .
5- عدم الحكم على الاشخاص من مظهرهم و عدم السخرية عسى ان يكونوا عند الله خيرا و اصلح .

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات

تابعنا على الفايسبوك

لأكثر شهرة