قصــة علي بابا و الأربعين لصا

0

يحكى انه كان في بلاد فارس اخوان شقيقان يدعى الاكبر قاسما والثاني علي بابا كان والدهما تاجرا من اغنياء التجار ترك بعد موته ثروة طائلة مولفة من قصور فخمة ومال وفير واراض واسعة وبضائع ثمينة استولى قاسم على هذه الثروة الكبيرة واصبح تاجرا غنيا وترك اخاه علي بابا في فقر شديد بل كثيرا ما كان يعامله معاملة قاسية لا رحمة فيها ولا شفقة 
وزاد في فقر علي بابا انه كان يعيل اسرة كبيرة مولفة من زوجة وستة اولاد وكان حطابا ماهرا يذهب كل صباح الى الغابة فيقطع الاخشاب ثم يحملها على حماره ويعود الى المدينة فيبيع الحطب ويشتري بثمنه طعاما لاولاده

&افتح يا سمسم&
وكعادته كل صباح انطلق علي بابا يوما ومعه حماره الهزيل ليحتطب في الغابة فاذا به يسمع ضجة شديدة اتية من بعيد ثم اخذت الاصوات تقترب وتعلو فخاف وارتبك فتسلق شجرة كثيفة واختبا بين اغصانها واوراقها بعد ان خبا الحمار في حفرة مجاورة 
التفت علي بابا الى مصدر الاصوات فشاهد غبارا يتصاعد الى عنان السماء ثم انجلى هذا الغبار عن اربعين فارسا يتقدمهم قائدهم كان الفرسان يلبسون الثياب الزاهية الملونة ويمتطون خيولا قوية اصيلة وفي ايديهم رماح لامعة في اشعة الشمس وعلى خصورهم سيوفهم في اغمادها وكان يبدو على هذه الجماعة مظاهر الباس والقوة 
عندما وصل الفرسان الى صخرة كبيرة في وسط الغابة قرب شجرة من اشجار جوز الهند ترجلوا عن خيولهم وتقدم قائدهم وصاح باعلى صوته مخاطبا الصخرة &افتح يا سمسم &
يا لهول المفاجاة لقد زلزلت الارض وانشقت الصخرة وثار غبار في الجو وعندما انجلى الغبار ظهر مكان الصخرة كهف كبير له باب واسع دخل اليه القائد وتبعه الفرسان بعد ان ربطوا خيولهم بجذوع الاشجار المجاورة وما لبث الباب ان انغلق وراءهم 
مكث الفرسان في الكهف بعض الوقت ثم خرجوا وركبوا خيولهم ومضوا من حيث اتوا حتى غابوا عن الانظار بعد ان سمع علي بابا قائدهم ينادي باعلى صوته &اغلق يا سمسم &

&علي بابا في الكهف&
نزل علي بابا من اعلى الشجرة والدهشة تكاد تعقد لسانه وقف امام الصخرة يتاملها &هل من الممكن ان تتحرك هذه الصخرة الهائلة فور النطق بهذه الجملة & نادي &علي بابا& باعلى صوته &افتح يا سمسم & فاذا بالصخرة تنشق مرة ثانية عن كهف كبير معتم؛ فالتقط غصنا يابسا واشعله لينير به طريقة داخل الكهف دخل الكهف والخوف يتملكه فاخذ يتنقل من قاعة الى اخرى داخل الكهف حتى وصل الى قاعة فسيحة وجد فيها كميات لا تحصى من الذهب والفضة والاحجار الكريمة والثياب المزركشة فرك علي بابا عينيه ليوقظ نفسه من الحلم الجميل ولكنه تاكد انه لا يحلم بل هو في الحقيقة داخل كهف هولاء الفرسان الذين هم لصوص اشداء يخبئون ما يسرقون داخل هذا الكهف السحري الكبير

لم يضيع علي بابا الفرصة بل اخذ يحشو جيوبه بما تصل اليه يداه من الذهب والجواهر ثم خرج ونادي باعلى صوته &اغلق يا سمسم &
افرغ علي بابا جيوبه من المجوهرات التي استطاع الحصول عليها من مخبا اللصوص ووضعها فوق ظهر حماره ثم غطاها ببعض الحطب وعاد الى منزله ليخبئ كنزه في مكان امين

&المكيال الفاضح&
عندما رات زوجته كل هذه المجوهرات عقدت الدهشة لسانها واضطربت وقالت له بصوت غاضب &من اين اتيت بهذه الجواهر الثمينة وكيف سرقتها &
فاجابها علي بابا وهو يهدئ من غضبها &انا لم اسرق هذه الكنوز وانما عثرت عليها في كهف جماعة اللصوص& ثم قص عليها قصة الاربعين لصا الذين يودعون ما يسرقونه في كهف اتخذوه في باطن الجبل في وسط الغابة 
هدات زوجة على بابا وانفرجت اساريرها وارادت ان تعرف ما قيمة الثروة التي اصبحوا يملكونها الان ولكنها لم تستطع ان تعد النقود لكثرتها؛ ولهذا طلبت الى زوجها ان يذهب الى بيت اخيه &قاسم& ويستعير منه المكيال لتزن به المجوهرات 
ذهب علي بابا الى منزل اخيه قاسم وطلب الى زوجة اخيه ان تعيره المكيال 
استغربت زوجة قاسم هذا الطلب لانها تعرف ان شقيق زوجها فقير لا يملك شيئا يزنه بالمكيال دبت الغيرة في قلب زوجة قاسم وقالت في نفسها &ماذا عساه يكيل هذا الرجل الفقير لا بد لي من معرفة ذلك& ثم مضت ووضعت في قعر المكيال شيئا من العسل واعطته الى علي بابا طالبة اليه الا يتاخر باعادته فور الانتهاء منه 
وزنت زوجة علي بابا الاحجار الكريمة والنقود الذهبية ولشدة سرورها لم تنتبه الى العسل في قعر المكيال ولم تنتبه الى الاحجار الكريمة التي علقت في قعره ايضا ثم وجدت زوجة قاسم في قعر المكيال القطع الكريمة العالقة فدبت الغيرة في قلبها ولما جاء زوجها في المساء اخبرته ان اخاه الفقير علي بابا اصبح يكيل الذهب بمكيال الحبوب ثم ارته القطعة الثمينة التي علقت في المكيال

&قاسم في الكهف&
في الصباح قصد قاسم منزل اخيه على بابا واخذ يتودد اليه على غير عادته ويساله عن الطريقة التي حصل بها على الذهب بعد ان كان حطابا بائسا فقيرا 
لم يجد علي بابا امام الحاح اخيه قاسم بدا من ان يخبره بكهف اللصوص وكلمة السر &افتح يا سمسم& 
في صباح اليوم التالي ذهب قاسم قاصدا كهف اللصوص ومعه عشرة بغال محملة بصناديق فارغة لكي يملاها بشتى الجواهر والاحجار الغالية 
وقف قاسم امام الصخرة ونادي باعلى صوته &افتح يا سمسم& فاذا بالصخرة تنشق عن كهف عظيم دخل قاسم ودوابه الى قاعة المجوهرات فبهر عينيه بريق الجواهر واحس بالذهول ولم يشعر بباب الصخرة وهو يغلق وراءه بل اندفع الى الداخل يجمع كل ما تستطيع يداه ان تصل اليه ويضعه في الصناديق التي اعدها لهذه الغاية 
لما امتلات الصناديق بالكنوز النادرة ساق دوابه نحو الصخرة ليخرج لكنه وقف امامها حائرا فقد انساه جشعه كلمة السر &افتح يا سمسم& فاخذ ينادي &افتح يا شعير افتح يا حمص افتح يا قمح& ولكن من دون جدوى فقد ظلت الصخرة مغلقة فدب الخوف الى قلبه واقلقه الهم والجزع واخذت نفسه تحدثه بسوء العاقبة بعدما اوصله الطمع الى هذا المصير المولم 
مضى عليه وقت ليس بالقصير واذا به يسمع وقع حوافر خيول اللصوص وقد عادوا الى كهفهم وصوت قائدهم يدوي في الخارج &افتح يا سمسم& 
فتذكر عندئذ كلمة السر ولكن بعد فوات الاوان وارتعدت فرائصه فانزوى في احد اركان الكهف ولكن كيف يستطيع النجاة وبغاله المحملة بالنفائس الغالية ماتزال في مكانها داخل الكهف 
ما كاد اللصوص يرون قاسما وبغاله داخل كهفهم حتى ثار فيهم الغضب فقبضوا عليه واعملوا فيه سيوفهم ولم يتركوه الا جثة هامدة مقطوعة الذراعين عندئذ امرهم قائدهم بوضع الجثة على باب الكهف ليكون عبرة لغيره ممن تحدثه نفسه باقتحام مخبئهم 
طالت غيبة قاسم عن المنزل فقلقت زوجته وخافت ان يكون قد مسه سوء اودى بحياته فذهبت الى منزل اخيه علي بابا تشكو له مخاوفها فطمانها علي بابا وقال لها &ساذهب في الصباح الباكر الى الغابة لاستجلاء الامر& 
استيقظ &علي بابا& باكرا وذهب الى كهف اللصوص ويا لهول المفاجاة&# لقد راى اخاه جثة هامدة عند باب الكهف رفع &علي بابا& جثة اخيه ووضعها على ظهر حماره بعد ان غطاها بالحطب وعاد الى المنزل حزينا 
ما كادت زوجة قاسم ترى جثة زوجها حتى اصابها الذهول وصارت تبكي بحرقة والم فاخذ علي بابا وزوجته يخففان عنها ويحثانها على الصبر والتسليم بقضاء الله وقدره ثم راحوا يفكرون في طريقة لدفن الجثة المقطعة من دون ان يثيروا فضول الناس ويصل الخبر الى اللصوص 
كان لدى قاسم جارية ماهرة ذكية الفواد تدعى &مرجانة& وقد ادركت حيرة اهل البيت وقلقهم فاخبرتهم بانها تستطيع ان تصل الذراعين بالجثة وتخيطهما من دون ان تثير الشك في نفوس الناس 
ذهبت &مرجانة& باكرا الى سوق الخياطين فشاهدت خياطا يدعى &مصطفى& يرتق ثوبا على باب دكانه فحيته وسالته بلطف &كم تربح في اليوم من عملك هذا & فاجابها الخياط &اني اربح دينارين& 
فاقتربت منه وقالت له &اني مستعدة ان اعطيك عشرة دنانير اذا ذهبت الى البيت لتخيط لي شيئا عزيزا علي& 
فرح الخياط بهذا الربح الوفير ثم قام واغلق باب دكانه وسار وراء الجارية مرجانة التي لم تكد تبتعد قليلا حتى اخرجت منديلا وعصبت عينيه لئلا يهتدي الى مكان البيت 
خاط مصطفى الخياط جثة قاسم ثم عاد الى دكانه فرحا بما كسبه من مال؛ في حين كان علي بابا وزوجة اخيه يقومون بدفن الجثة

&اللصوص والخياط&
عاد اللصوص الى المغارة مساء وكم كانت دهشتهم كبيرة حين لم يجدوا اثرا لجثة قاسم فغضبوا وثاروا وعلموا ان له شريكا يعرف مخباهم السري هذا 
بينما كانت مرجانة عائدة من السوق رات علامة بالطباشير على باب المنزل فادركت ان اللصوص اهتدوا الى المنزل فاسرعت واحضرت قطعة من الطباشير ووضعت على ابواب جميع المنازل المجاورة علامة مماثلة 
جاء اللصوص لتنفيذ خطتهم وقتل علي بابا ولكنهم اخفقوا فقد وجدوا منازل الحي جميعها تحمل تلك الاشارة المميزة فعادوا يجرون اذيال الخيبة واخبروا رئيسهم بذلك فغضب غضبا شديدا ثم اخرج سيفه وضرب به عنق لص منهم فارداه قتيلا ثم ذهب بنفسه متنكرا واعاد الكرة مع الخياط &مصطفى& حتى اهتدى الى منزل قاسم

&اللصوص في بيت علي بابا&
اعد رئيس اللصوص خطته للتخلص من علي بابا فاحضر اربعين خابية كبيرة وامر كل لص ان يختبئ في خابية وخنجره بين اسنانه وقال لهم &عندما اقوم باشارة معينة تخرجون من مخابئكم وتهجمون على الرجل ومن يكون عنده وتفتكون بهم من غير شفقة او رحمة& 
ملا خابية اللص المقتول زيتا ثم سد الخوابي كلها سدا محكما وحملها على عربة كبيرة يجرها جواد وسار معها بعد ان تنكر بزي التجار الغرباء حتى وصل الى منزل علي بابا وقت الغروب 
قرع قائد اللصوص باب منزل علي بابا ورجاه ان ينزل في ضيافته بعد ان دهمه الظلام لاسيما وانه تاجر غريب لم يسبق له ان زار هذه المدينة من قبل 
رحب به علي بابا ودعاه الى النزول في ضيافته ثم نقلوا الخوابي بمساعدة الخدم الى فناء الدار بعد ان رصت الى جانب بعضها باعتناء وترتيب 
انصرفت مرجانة الى المطبخ لاعداد الطعام فوجدت ان المصابيح في حاجة لان تملا بالزيت ولما لم تجد في البيت زيتا ذهبت الى الفناء لاخذ بعض الزيت من احدى الخوابي 
وكم كانت دهشتها عظيمة حينما فتحت احدى الخوابي فوجدت في داخلها رجلا تظهر عليه امارات الشراسة وقد حمل خنجرا بين اسنانه فاسرعت وغطت فوهة الخابية لكي لا يتمكن الرجل من الخروج ثم راحت تدق على كل خابية دقا خفيفا فتسمع همسا رقيقا حتى وصلت الى الخابية الاخيرة ففتحتها فوجدت فيها زيتا

&مرجانة تنقذ علي بابا من اللصوص&
عندما ادركت مرجانة ان الزيت قد اشتد غليانه استاذنت ودخلت الى المطبخ ثم احضرت وعاء ملاته زيتا مغليا وذهبت الى الفناء ففتحت الخوابي وصبت فيها الزيت المغلي وكانت كلما صبت في خابية زيتا سمعت الرجل يصرخ من الالم ثم يخبو صوته ويختفي حتى قضت على جميع اللصوص حرقا بالزيت 
عادت مرجانة الى قاعة الاستقبال وراحت ترقص وقد امسكت بيديها الاثنتين خنجرا حادا وراحت تتمايل كانها تحيي الضيوف وفجاة انقضت على رئيس اللصوص وطعنته طعنة قاتلة فارتمى على الارض لا حراك به 
دهش علي بابا وصرخ في مرجانة &لماذا قتلت ضيفي يا جارية السوء &
فاجابت مرجانة &انا لم اقتل ضيفك وانما قتلت زعيم اللصوص& ثم قصت على الحاضرين ما فعلت واخبرتهم انها قتلت ايضا رجاله التسعة والثلاثين وهم مختبئون في خوابي الزيت 
ابتهج الحاضرون بذكاء مرجانة وحسن تصرفها&# وكان الابتهاج اعظم واكبر عندما زوج علي بابا الجارية الذكية الشجاعة من ابنه الكبير عرفانا منه بفضلها وحسن تصرفها



علي بابا والاربعين لصا
قصة علي بابا والاربعين لصا
حكاية علي بابا والاربعون لصا
علي بابا في بلاد فارس
قصة علي بابا والاربعون لصا مختصرة
قصة علي بابا والاربعون لصا كاملة
علي بابا والاربعون لصا
علي بابا والاربعين لصا
علي بابا و الاربعون لصا
تحميل قصة علي بابا والاربعون لصا

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات

تابعنا على الفايسبوك

لأكثر شهرة