ﻛﺎﻥ ﻳﺎﻣﺎﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ
ﺷﺎﺏ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ , ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻢ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﺨﺺ ﺃﻧﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻻ ﻧﻔﺴﻪ , ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﻋﻤﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻨﺰ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺓ , ﻭﻃﻠﺐ ﻋﻤﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ , ﻛﺎﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﺟﺪﺍً ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺍﻗﻔﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ , ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻋﻢ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ , ﻓﺘﺮﻛﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻩ . ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺒﺲ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ , ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺸﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﻗﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً , ﻓﻤﺴﻜﻪ ﻭﻣﺴﺢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﻳﻬﺘﺰ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﺭﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺿﺨﻢ , ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻﻧﻪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ , ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻟﻚ ﻷﺷﻜﺮﻙ ﻻﺧﺮﺍﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ؟؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ . ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﺮﺝ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ . ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ " ﻗﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ " ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " , ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻭﻫﻲ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺑﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً , ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً ﻻﻧﻪ ﺷﺎﺏ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻴﺮﻓﺾ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻟﺸﺎﺏ ﻓﻘﻴﺮ . ﻋﺎﺩ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻣﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ , ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻟﻴﺘﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺔ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ , ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺰﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻷﻥ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺯﻭﺟﺎﻥ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ , ﻃﻠﺐ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﺗﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺷﺎﺏ ﺍﺣﻤﻖ ﻭﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻪ , ﻭﻓﻌﻼً ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ . ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻳﺪ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " , ﻭﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼﺮﺃ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﻴﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ , ﻓﻄﻠﺐ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻗﺼﺮﺍً , ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﻘﺼﺮ , ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﻭﺳﻜﻦ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ . ﻋﺎﺩ ﻋﻢ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ , ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻏﻨﻴﺎً , ﻓﺘﻨﻜﺮ ﻋﻢ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺎﺋﻊ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻗﻨﻊ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ( ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ) ﺑﻤﺼﺒﺎﺡ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺳﺤﺮﻱ , ﻭﻋﻨﺪﻡ ﻋﺎﺩ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ , ﻭﺃﺧﺒﺮ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺼﺔ . ﺫﻫﺐ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺴﻤﺤﻪ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺪ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﻪ , ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺠﺎﺩﻝ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﻋﻤﻪ ﻗﺎﻡ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﺧﺪ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻋﻤﻪ , ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬﻩ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺣﺮ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺪﻣﻪ , ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﻰ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺪﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﺷﺎﺏ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻻﺧﻼﻕ . ﻭﻋﺎﺵ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ " ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ " ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﺴﺤﺮﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ .
كلمات ذات صلة
قصص قصيرة
قصص الانبياء للاطفال مكتوبة
قصص مصورة للاطفال pdf
قصص مغامرات للاطفال
قصص خيالية
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق