اقترب الابناء الثلاثة من ابيهم العجوز و طلبوا منه ان يستمعوا الى قصة اليوم مثلما اعتادو فقام الاب باغلاق الكتاب الذى كان يقرأه و سألهم : اذا ماذا تريدون ان احكى لكم اليوم ؟ قال عبد الرحمن الابن الاصغير ذو السبع سنوات : يا ابى نريد قصة الدجاجة و الثعلب . قالت منة ذات ال 13 عام : لا يا ابنى نريد قصة جديدة اليوم فلو كان الامر بيد عبد الرحمن لكنا استمعنا الى هذة القصة المملة كل يوم . ابتسم الاب قائلا : و ما رأيك انت يا زينب ؟ قالت الفتاة الكبيرة : و ما الفائدة يا ابنى فالرأى الاخير يكون دائما لعبد الرحمن الطفل المدلل .
ضحك الاب قائلا : جميعكم مدللون يا ابنتى العزيزة و اليوم احكى لكم قصة جديدة مفيدة و جميلة جدا . قصة سيدنا آدم علية السلام . فرحت زينب كثيرا قائلة : كم اريد ان استمع الى قصة سيدنا آدم فقد حدثتنا المعلمة اليوم فى المدرسة عن هذة القصة و كنت اريد ان استمع اليها كاملة ولا استطيع الانتظار الى الحصة القادمة . هيا يا ابى احكى لنا هذا القصة الجميلة .
ابتسم الاب العجوز و خلع نظارتة و بدأ يحكى فى هدوء . قصة سيدنا آدم تحكى قصة الخلق و تخبرنا كيف بدأ الله الخلق و الغاية منه . فخلق الله الانهار و الجبال و الاشجار و غيرها من مخلوقات الله فى الكون ثم سوى الله سيدنا آدم من طين و نفخ فيه من روحه فدبت فية الحياة فسار يتنفس و يتحرك ثم امر الملائكة جميعا ان يسجدوا له .
قاطعتة منة قائلة : كيف يا ابنى و السجود لا يكون الا لله عز و جل . قال الاب : هذا يا ابنتى ليس سجود عبادة و انما سجود اجلال و تعظيم و تحية لقدرة الله و ابداعة . و نفذ الملائكة جميعا امر الله عز وجل الا ابليس ابى و استكبر ان يسجد لآدم علية السلام . يقول الله تعالى فى كتابة : ” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ” و قال سبحانه و تعالى : ” قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ”
ابليس كان من الجن و لكن الله قد رفعة لدرجة الملائكة لكثرة عبادته و تقربة من الله عز و جل ولكن ابليس كان به صفة خبيثة يعلمها الله وهى صفة التكبر وقد كشفة الله بهذا الاختبار حتى يعرف الملائكة جميعا صفته هذة . طرد الله ابليس من رحمتة و من الجنة فاشتد ابليس حقدا و غلا على آدم و قرر الانتقام منه و طلب من الله عز وجل ان يبقيه حيا الى يوم القيامة فأعطاه الله ما طلب لحكمة يعلمها هو . قال الله تعالى : ” قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فانك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم* قال فبعزتك لأغوينهم اجمعين ”
حذر الله سيدنا آدم من ابليس و طاعتة لان ابليس يريد ان يغوى آدم و زوجة و يجعلهم عصاة خطائين ليحقق انتقامة فيقول الله تعالى : ” فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ” .
عاش ابونا آدم فى الجنة يتمتع بجمالها و يأكل من ثمارها و من اطيب طعامها و يشرب من انهارها العذبة الجميلة . قاطع عبد الرحمن اباه قائلا : وماذا يوجد ايضا فى الجنة يا ابنى ؟ هل يوجد بها حلوى و العاب ؟ ضحك الاب قائلا : فيها كل ما تتمنى يا ولدى ففيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ظهرت علامات الفرح و السعادة على وجة الابناء و قال عبد الرحمن على الفور : هيا يا ابى لنذهب الى الجنة الان معا . رد الاب : برحمة الله عز و جل سوف ندخل الجنة اذا اطعناه و خرصنا على ارضاءه .
سألت زينب والدها : ماذا يلبس الناس فى الجنة يا ابى و اين يعيشون ؟ قال الاب : فى الجنة يلبس الناس افخار انواع الثياب و الحرير الناعم . قال تعالى : ” عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ” .
و اكمل الاب القصة قائلا : ان الله اراد ان يؤنس ابونا آدم فخلق له من ضلعة حواء ففرح آدم فرحا عظيما و اكتملت سعادتة . و قد اباح الله لآدم كل ما فى الجنة ماعدا شجرة واحدة . امره الله الا يقرب هذة الشجرة ابدا . سألت زينب : لماذا لا ابى ؟ هل كانت هذة الشجرة مسمومة . نفى الله ذلك و قال بل كان هذا اختبارا لارداة آدم و طاعته لله عز وجل . هنا وجد ابليس فرصتة للانتقام من آدم و جعله يعصى الله فأخذ يوسوس له ان يأكل من هذة الشجرة و آدم يمتنع طاعة لخالقة و لكن فى النهاية ولشدة اصرار ابليس و استمرار وسوستة و قد توصل لحيلة . قال الله تعالى : ” ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاََ أن تكونا مَلَكَين أو تكونا من الخالدين* وقاسمهما إنِي لكما لَمِنَ الناصحين ” و بالفعل نسى آدم تحذير ربه و اتبع الشيطان و أكل من الشجرة . و استطرد الاب ان هذا الخطأ كان لحكمة يعلمها الله عز وجل فقد ندم آدم كثيرا على فعلته واستغفر الله فتاب الله عليه قال الله تعالى : ” فتلقَى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنَه هو التوَاب الرحيم ” و لكن عاقبه الله بطرده من الجنة و انزله الله الى الارض ليستخلفه فيها و يعمرها و لكن له و لذريته عدو مبين فى الارض هو الشيطان يوسوس لنا و يضلنا عن سبيل الله و لكن كيد الشيطان كان ضعيفا فليس له سلطان على عباد الله الصالحين الذين يتقون الله . فنحن اقوى منه و سننتصر عليه باذن الله و سوف نعود الى الجنة مرة اخرى برحمة الله عز وجل .
بعد انتهاء القصة قامت الفتاتان مسرعان الى صلاة العشاء و لكن عبد الرحمن كان قد غلبة النعاس فى حضن والده !
كلمات ذات صلة
قصص الانبياء
قصة ابو البشر
قصة ادم
قصة نبي الله ادم
كلمات ذات صلة
قصص الانبياء
قصة ابو البشر
قصة ادم
قصة نبي الله ادم
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق